كيف تتخلص من أزمة التفكك الأسري
يعتبر التفكك الأسري قضية هامة في المجتمع، عندما نتناول التفكك الأسري، فإننا نشير إلى التحولات والتغيرات الغير مألوفة التي تحدث في الأسرة وتؤثر على قوة تماسكها وسعادتها.
حيث أصبحت العلاقات بين أفراد الأسرة في أغلب الأحيان تتسم باللامبالاة والإهمال والتراخي. لا يهتم الأب ولا الأم بتقوية العلاقات الأسرية وعمل روتين مشترك للأسرة، فكل منهما منشغل بحياته وأنشطته الشخصية التي يفضل عدم مشاركتها مع الآخر. عندما يعود الأب من العمل إلى المنزل ، قد يستريح لفترة ثم يخرج ليقضي بقية يومه خارج المنزل. وبالمثل ، فإن يوم الأم التي تعيش في المنزل مليء بالعمل الشاق ، الذي تقضيه في القيام بالأعمال المنزلية التي لا تنتهي ورعاية أطفالها، في نهاية اليوم ، تصبح مستنزفة الطاقة وتسقط في نوم عميق. والتنافس بين الزوج والزوجة ، حيث أن كل منهما يحاول أن يحل محل الآخر ، في تضارب واضح للأدوار بينهم.
نتيجة لذلك ، يظل الأطفال تائهين بين الدراسة والتواصل مع الأصدقاء والانخراط في أنشطة ترفيهية عشوائية وتصفح الإنترنت ومشاهدة العديد من البرامج الغير هادفة عبر الإنترنت. وبهذه الطريقة ، تفوت الأسرة الكثير من الفرص للدخول في حوارات فيما بينها تقوي العلاقات بين أفرادها. وبالتالي تؤدي إلى تقليص الروابط والتسامح داخل الأسرة وهذا يؤدي إلى تفكك الأسرة مما يؤدي بدوره إلى مجتمع ضعيف يفتقر إلى الترابط والتماسك.
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى التفكك الأسري، مثل سوء العلاقات الزوجية، وتوتر العلاقة بين الوالدين، وانعدام الاتصال العاطفي والنفسي بين أفراد الأسرة.
تعد أسباب التفكك الأسري متعددة ومعقدة وقد تختلف باختلاف الأسر والظروف الفردية، وقد تنجم عنها تأثيرات سلبية على جميع أفراد الأسرة والمجتمع بشكل عام. فمثلاً، يمكن أن يؤدي التفكك الأسري إلى زيادة معدلات الطلاق وانحلال الأسرة، مما يؤثر على الأطفال ويؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي.
ومن بين هذه الأسباب يمكن ذكر:
إحدى الأسباب الرئيسية التي يمكن أن تسهم في التفكك الأسري هي ضغوط الحياة الحديثة ونمط الحياة السريع التي يعيشها الأفراد في المجتمعات الحضرية الحديثة. وقلة الوقت المتاح للتواصل والقيام بأنشطة مشتركة نتيجة ضغوط العمل والحياة اليومية حيث يواجه الأهالي عادةً ضغوطًا متزايدة من العمل ومسؤوليات الحياة اليومية، مما قد يؤثر على الوقت المتاح لأفراد الأسرة للتفاعل والتواصل مع بعضهم البعض.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب المشاكل الاقتصادية والمالية دورًا في التفكك الأسري. على سبيل المثال، عندما يواجه الأهل ضغوط مالية مستمرة أو صعوبات في إيجاد وظائف مستقرة أو توفير احتياجات الأسرة الأساسية، قد يؤثر ذلك على استقرار الأسرة وقدرتها على تلبية احتياجات أفرادها.
هناك أيضًا أسباب نفسية وعاطفية يمكن أن تتسبب في التفكك الأسري، مثل عدم التفاهم ونقص التواصل الفعال بين أفراد الأسرة، وعدم وجود الدعم العاطفي والحميمية في العلاقات الأسرية وعدم القدرة على فهم احتياجات الآخرين ورغباتهم. والمشاكل الزوجية المستمرة وعدم القدرة على حلها بشكل صحيح وبناء ،وغياب الأب ووجوده الاسمي في الأسرة يؤدي إلى التفكك الأسري.
يجب على الوالدين الاهتمام بمصالح أطفالهم قبل كل شيء. وهذا يعني السعي لتقليل آثار تفكك الأسرة على الأطفال قدر الإمكان.
أما بالنسبة للآثار التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال نتيجة التفكك الأسري،
فتشمل أنه يمكن للأطفال أن يشعروا بالقلق والضغط العاطفي نتيجة عدم وجود دعم عاطفي من الأسرة. و يمكن أن يعاني الأطفال من صعوبات في التواصل الاجتماعي وتطوير علاقات صحية مع الآخرين. ويمكن لاضطرابات العائلة أن تؤثر سلبًا على أداء الأطفال في المدرسة وانخفاض تحصيلهم الأكاديمي. وقد يتعرض الأطفال إلى تأثيرات سلبية على صحتهم النفسية ويعانوا من انخفاض في مستوى السعادة وزيادة في القلق والاكتئاب. إذا لم يتم التعامل مع هذه المشكلات في الوقت المناسب بالطريقة المناسبة، فيمكن أن تستمر حتى مرحلة المراهقة. وتجلب هذه الفترة مجموعة جديدة كاملة من الصعوبات. وقد ينمي الطفل الكثير من الكراهية تجاه الوالدين ، خاصة تجاه الطرف الذي يعتبره مذنبًا.
وفيما يلي بعض النصائح للتخلص من التفكك الأسري:
للحد من التفكك الأسري، هناك عدة استراتيجيات يمكن اتباعها. على سبيل المثال،
- يمكن للأسرة إعطاء أهمية للتواصل الجيد والمفتوح بين أفراده ويجب تشجيع التواصل المفتوح والصادق وبذل الجهود لفهم احتياجات بعضهم البعض.
- ينبغي للأسرة تخصيص وقتًا منتظمًا لقضائه معًا، سواء كان ذلك من خلال تناول وجبات الطعام معًا أو ممارسة الأنشطة المشتركة والرياضة.
- يجب أن تكون العلاقات العائلية قائمة على الدعم العاطفي المستدام والحب والاحترام.
- يمكن اللجوء إلى الدعم الاجتماعي والاستعانة بمصادر الدعم المختلفة، مثل الأهل والأصدقاء والمجتمع القريب.فإن تقديم الدعم المعنوي والعاطفي لأفراد الأسرة قد يكون مفيدًا في بناء العلاقات القوية.
- في بعض الحالات، قد يكون العلاج الأسري أو الاستشارة الزوجية ضرورية للتعامل مع التحديات وحل الصراعات العائلية.
- من المهم تطوير خطط مالية مستدامة والاتفاق عليها مع الأسرة لتجنب الضغوط المالية الزائدة. قد يحتاج الأمر إلى جهود إضافية ومساعدة خارجية، ولكنه يستحق العمل عليه للحفاظ على وحدة الأسرة وسعادتها.

